خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العدالة في التنمية: رافعة المؤشرات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. ميسون تليلان

في حضرة الإنجاز تتقدّم الأرقام وتتحدث المؤشرات، لكن العدالة تبقى المقياس الأعمق للأثر والضامن لتحول التقدم إلى قيمة مستدامة في حياة الإنسان. وفي مسار التنمية الأردنية، تُسجَّل خطوات واضحة نحو التقدّم، وتتجلّى في المؤشرات الدولية التي وضعت الأردن في موقع متقدم ضمن تقارير التنمية البشرية، بما يعكس جهدًا مؤسسيًا متواصلًا ورؤية وطنية تسعى لتحقيق أثر فعّال ومستدام. وقد أظهر تقرير عدم المساواة 2023/2024 أن الأردن بلغ 0.736 في مؤشر التنمية البشرية، وهو تصنيف يُدرج ضمن فئة «التنمية البشرية العالية». هذا الرقم، وإن?عكس تقدمًا نوعيًا، إلا أنه يُشير إلى أهمية استكمال ما تحقق، بتعظيم أثر الإنجاز ليشمل مختلف شرائح المجتمع، ويُلامس واقع الناس بمخرجاته.

إن التقدّم الرقمي يزداد قيمة حين يرتبط بعدالة في توزيع أثر التنمية. فالمؤشر ذاته يتراجع إلى 0.615 عند احتساب التفاوت بين الفئات، في دلالة على وجود مساحة يمكن العمل من خلالها لتعزيز شمولية التنمية وإنصاف نتائجها. العدالة هنا ليست خيارًا موازيًا للإنجاز، بل رافعة حقيقية لتعظيمه، وتعزيز موقع الأردن عالميًا، حيث يسهم الأثر العادل في ترسيخ الثقة وتعزيز حضور الدولة في المؤشرات، ليس فقط بالأرقام، بل بالتأثير المستدام. ومن هذا المنطلق، تصبح العدالة جزءًا من منظومة تطوير الأداء العام، لا بوصفها هدفًا أخلاقيًا فقط، ?ل بوصفها معيارًا للتقدم الفعلي.

ويُعد المواطن شريكًا حقيقيًا في مسيرة التنمية، ليس فقط مستقبلًا لسياساتها، بل مرآة لنجاحها، وفاعلًا في تحقيق غاياتها. وكلما اتسع نطاق مشاركة المواطن وملموسية الأثر في حياته؛ ارتفعت قيمة المؤشرات، ليس فقط في التصنيفات، بل في وعي الأفراد وانتمائهم. فالشعور بالعدالة يعمّق الإيمان بالوطن، ويُكرّس الانتماء للمشروع الوطني التنموي، لا كمراقب، بل كمشارك. وعندما تتجلى العدالة في حياة الناس، تتجسد الكرامة، ويشعر المواطن بأن الإنجاز الوطني يُترجم إلى أثر إيجابي في يومه وتطلعاته.

العدالة الاقتصادية تسهم في تعزيز المؤشرات التنموية، وتنعكس في تحسّن نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي، وهو من أبرز مؤشرات الرفاه الاقتصادي التي تُشير إلى قدرة المواطن على تحقيق مستوى معيشي مستقر. هذا المؤشر، الذي يمثل انعكاسًا لتوزيع الموارد، لا يكون فاعلًا إلا حين يُترجم إلى فرص متاحة، ومناخ اقتصادي عادل، يعزّز الاستفادة المتوازنة من ثمار النمو. وكلما اتسعت مساحة العدالة في توزيع الأثر، تعزّز الرفاه، وتعمّق الشعور بالشراكة في التنمية.

الكرامة تتجسد في واقع الناس، والإنجاز يكتمل حين يشعر الجميع بأن لهم فيه نصيبًا عادلًا. وعندما يُعاد تعريف النجاح بأنه ما ينعكس إيجابًا على الجميع، تتعزز الشراكة الوطنية، ويصبح الإنجاز التنموي ركيزة لحياة أفضل، لا رقمًا في قائمة، بل قيمة تُلامس تفاصيل الحياة اليومية، وتُسهم في بناء حاضر مشترك، ومُستقبل أكثر إنصافًا وازدهارًا.

نُشر هذا المقال حصريًا في جريدة الرأي ضمن سلسلة مقالات تحليلية حول تقرير التنمية البشرية وعدم المساواة 2023/2024

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF